الأحد، 23 نوفمبر 2014

بلا عودة



 رحلتْ ولم تترك لي سوى ورقة مكتوب فيها .........؟! ،
 خاطبتُها في لهفة: قفي قفي !!
 لكنها أسرعت في الركض ، عملتُ على ملاحقتها ، لكنّ قدمي تعثرت بحجر ؛ فسقطت أرضا ، نظرتُ إليه فى أسف.. لمَ ؟! ضحك ساخرا وقال : انظرْ .. فرأيتها سرابا يحسبه الظمآن ماء ، أمسكت به، وبغيظ شديد ألقيتُه بعيدا، عندها تذكرت الورقة، أخذت أبحث عنها ، في التفاتة سريعة وجدتُ الريح تتلاعب بها  ،،
استلقيتُ على الأرض نائحا : لم يبق لي شيئا غير ذكراك.. ردّ علىّ صدى صوتي هازئا: حتى هذا لم يعدْ ملكك يا عزيزي..

مرغتُ وجهي في التراب، وأخذتُ أتلوى وأتدحرج ، أتدحرج إلى أن اصطدمتْ رأسي بالحجر نفسه... أفقت على قوله : أتدرى " أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"...انتصبتُ صائحا  لِماذا كل هذا؟!....لا لا ...كيف؟!

سأنتظركِ... فجأة سمعت صوتا هادئا: اصْحى يابنى القطار هيفوتك ، معاد سفرك قرب....
-حاضر
 لملمت أشيائي وهمستُفي نفسي : .....سأنتظركِ!


الخميس، 6 نوفمبر 2014

المجد للملك!!!!!


      جمع أنصاره وتوجه بهم إلى قصر المملكة ، خرج الملك ليرى ما يحدث ، وسط  تجمع كثيف وقعت عينه على  أحدهم رافعا سيفه  والأصوات تتوالى من حوله  ، خاطبه الملك في سخرية  : هات ما عندك أيها الفارس ، فلم ير غير سيف موجها نحوه، شعاره : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
ارتفع الصياح من حوله، ..بعين ماكرة همس الفارس  في أذن الملك: قُضِي الأمر....

حاول الملك محاورة الجماهير، فحملت سهامهم الرد  ، عندها اعتلى الفارس الهمام المنصة خطيبا في القوم: اليوم يوم الحرية، ونهاية الظلم.. اليوم يوم الحب والتعاون ،،فلنتعانق جميعا......هدفنا واحد ، لا شيء يعلو فوق الوطن...ما أردناها حربا إنما أردنا حقا وتغييرا.......صاحت الجماهير في حماس: لن نرضى عن التغيير بديلا......(همس أحد القادة في أذن الفارس: لعبتها صح . مبروك عليك أوعى تنسانا أيها الفارس...أقصد يا ملك....ربت على كتفه مطمئنا...بعد أيام خرجت الجماهير : فارسنا المبجل، قائدنا ،وتاج رؤوسنا بايعناك على أرواحنا ،فأنت مستقبلنا، وسط هتاف صاخب، خرج عليهم في سمت و وقار فأخذ يسكرهم بكلامه المعسول (وعينه تذرف دمعا ) ...خدمتكم واجب في عنقي أرجو الله أن يعينني عليها......مرت الأيام وتقلد الحكم. والأوضاع ازدادت سوءا ، وحاشيته عاثت في المملكة  فسادا....خرجت الجماهير لتعيد الكرة من جديد، وقف أحدهم مرددا عبارات نيلسون مانديلا:"  الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة."..خرج عليهم الملك المبجل وسط حاشيته وحراسه ، متقلدا سيفه ، صائحا بلهجة " الحجاج بن يوسف الثقفي " :" أنا ابن جلا  وطلاع الثنايا *** متى أضع العمامة تعرفوني"....(يا حوش)...قاطعه أحدهم   : أيها الملك هل نسيت كلامك عن الحرية والتغيير......في سخرية أجابه: حرية... تغير.. اقرؤوا التاريخ..... أنتم شعب لا يعرف غير الكرباج ،لأنكم .....
صاح القوم وعلت عبارات مانديلا : "الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً" ...فلما ضاق بهم ذرعا  وعدهم بحوار جماهيري، على أن يجتمعوا في ميدان الحرية ،فلما كان الأمر أصدر أوامره لحاشيته، وجنوده بالتهام كل من في الميدان... كله تمام ياملك.....على بركة الله....أقبل والبسمة تعلو شفتيه ...فلما وقف  على جثثهم.. رفع رأسه إلى السماء.ثم راح يلعنهم ويلعن حريتهم..: فاكرين إني غبي... زى اللي كانوا قبلي..  لا لا .... أفيقوا وبأعلى صوته: جنود.!.حراس! ...وزراء.!.،بسرعة البرق اجتمعوا  عن بكرة أبيهم، وبأعلى صوتهم ...أمرك ياملك... .باعتزاز صاح فيهم: من أنا؟ من أنا..؟.....سجدوا له: ملكنا ...وتاج رؤوسنا ...وسيدنا وابن سيدنا........المجد للملك....المجد للملك...

الأحد، 2 نوفمبر 2014

لقد تأخرت َ يا أبي

فجأة رن الموبايل، قاطعا صوت ضحكاتهن البريئة، وفي نشوة فرح قالتْ لهن: بس 

استنوا يا بنات باين هتفرج..في سرعة طلبتْ من االسائق خفض صوت التسجيل، 

لوّح بيده ، ثم راح يدندن أغنيته الشعبية ذات الموسيقى المزعجة ( زحمة يا دنيا

 زحمة ، زحمة وفيك العجايب )

زحمة إيه ياعم... مش كفايه اللى إحنا فيه...
-
ألو ..

-
وحشتينى يا غالية، إزيك يا أمّا.

-
  نحمده يا بنتي، ربنا يحميك وأفرح بيكى يارب ..أقولك: أبوكي هينتظرك قدام الجامعة بعد ساعتين، وهيرن عليكي، جايبلك معاه مصاريف...وأكل....

-
 ربنا يبارك لى فيكم، أمّا أمّا أمـ فجأة انقطع الاتصال، 

-
ألو ألو,..

سأل الوالد الأم : فيه إيه؟

- لا باين مفيش شبكة، عشان هي في العربية..

أعدّ الوالد عدته، وذهب مفتخرا بلقاء ابنته، حاملا معه قلبا ينبض بالحنان
- رايح فين ياحج ؟

في اعتزاز رد: مشوار لغاية الجامعة ؟

- أكيد رايح تشوف رحمة، أمانة عليك تسلملنا عليها، وتقولها تنزل أجازة قريب، دى وحشتنا.

- يوصل إن شاء الله، سلام عليكم.

 جلس بالقرب من الجامعة بجلبابه البلدي وعمامته ناصعة البياض، يتفحص وجوه 

المارة، ، وبينما الأفكار تتزاحم في عقله، راسمةً صورة لفتاة المستقبل التي انتظرها 

طويلا، قاطعه رنين محموله الخاص ( إلهي أنت تعلم كيـ.... بلهفة العاشق رد:
-  ألو ألو إنتي فين؟
.....
.....
ما لك...أنا قدام الجامعة....قدامك كتير...

في صوت يشبه النحيب....يا حج أحنا في المستشفى... البقاء لله..تعال استلم.....
لم يتمالك نفسه فسقط أرضا ، فلما أفاق وجد نفسه أمام بنته، احتضنها بذراعيه التى ترتعش خوفا وقلقا...وفي حالة هستيرية: رحمة.. رحمة ردي علي يا بتى أنا أبوك... جايبلك فلوس.. رحمة... جايبك الأكل اللى بتحبيه... رحمة.. أمك ..خالتك... صحابك ..هي ليه مش بترد...هي صح ما...لاااا...رحمة لسه عايـ..... ردي عليا يا بتااااااااااااااااااااااااااي.
وفي  شفقة ضمّه أحدهم بين أحضانه ، ولسان حاله يردد : يبدو أننا سننتظرالرد طويلا.....طويلا......


.