الأحد، 2 نوفمبر 2014

لقد تأخرت َ يا أبي

فجأة رن الموبايل، قاطعا صوت ضحكاتهن البريئة، وفي نشوة فرح قالتْ لهن: بس 

استنوا يا بنات باين هتفرج..في سرعة طلبتْ من االسائق خفض صوت التسجيل، 

لوّح بيده ، ثم راح يدندن أغنيته الشعبية ذات الموسيقى المزعجة ( زحمة يا دنيا

 زحمة ، زحمة وفيك العجايب )

زحمة إيه ياعم... مش كفايه اللى إحنا فيه...
-
ألو ..

-
وحشتينى يا غالية، إزيك يا أمّا.

-
  نحمده يا بنتي، ربنا يحميك وأفرح بيكى يارب ..أقولك: أبوكي هينتظرك قدام الجامعة بعد ساعتين، وهيرن عليكي، جايبلك معاه مصاريف...وأكل....

-
 ربنا يبارك لى فيكم، أمّا أمّا أمـ فجأة انقطع الاتصال، 

-
ألو ألو,..

سأل الوالد الأم : فيه إيه؟

- لا باين مفيش شبكة، عشان هي في العربية..

أعدّ الوالد عدته، وذهب مفتخرا بلقاء ابنته، حاملا معه قلبا ينبض بالحنان
- رايح فين ياحج ؟

في اعتزاز رد: مشوار لغاية الجامعة ؟

- أكيد رايح تشوف رحمة، أمانة عليك تسلملنا عليها، وتقولها تنزل أجازة قريب، دى وحشتنا.

- يوصل إن شاء الله، سلام عليكم.

 جلس بالقرب من الجامعة بجلبابه البلدي وعمامته ناصعة البياض، يتفحص وجوه 

المارة، ، وبينما الأفكار تتزاحم في عقله، راسمةً صورة لفتاة المستقبل التي انتظرها 

طويلا، قاطعه رنين محموله الخاص ( إلهي أنت تعلم كيـ.... بلهفة العاشق رد:
-  ألو ألو إنتي فين؟
.....
.....
ما لك...أنا قدام الجامعة....قدامك كتير...

في صوت يشبه النحيب....يا حج أحنا في المستشفى... البقاء لله..تعال استلم.....
لم يتمالك نفسه فسقط أرضا ، فلما أفاق وجد نفسه أمام بنته، احتضنها بذراعيه التى ترتعش خوفا وقلقا...وفي حالة هستيرية: رحمة.. رحمة ردي علي يا بتى أنا أبوك... جايبلك فلوس.. رحمة... جايبك الأكل اللى بتحبيه... رحمة.. أمك ..خالتك... صحابك ..هي ليه مش بترد...هي صح ما...لاااا...رحمة لسه عايـ..... ردي عليا يا بتااااااااااااااااااااااااااي.
وفي  شفقة ضمّه أحدهم بين أحضانه ، ولسان حاله يردد : يبدو أننا سننتظرالرد طويلا.....طويلا......


.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق