الجمعة، 22 أغسطس 2014

قراءة في كتاب: عصر الوسيط أبجدية الأيقونة دراسة في الأدب التفاعلي الرقمي من تأليف د:عادل نذير ، و الصادر عن كتاب- ناشرون لبنان2010م يأتي هذا الكتاب ؛ ليسطر رؤية جديدة في مجال الأدب التفاعلي ، وعلى الرغم من أن بعض الموضوعات التي يتضمنها باتت معروفة في الأدب التفاعلي ، خاصة ما يتعلق بالمفهوم والأنواع من قصيدة تفاعلية ومسرح تفاعلي ورواية تفاعلية، إلا أنه يمثل لونا جديدا على مستوى التحليل والتطبيق. من خلال مفردة " الوسيط" التي يتضمنها العنوان ، يحيلنا المؤلف إلى أننا مقبلون على تجربة جديدة في فضاء جديد، خاصة عندما فسر الوسيط في ثنايا كتابه قائلا:هو المنجز التقني الإلكتروني متمثلا بالحاسب وشبكة الإنترنت، وكأنه أراد التأكيد على أن الحاسوب والانترنت قد أصبحا واقعا لا مفر منه وجب مواكبته خاصة على الصعيدين الإبداعي والنقدي. وبتصفح الكتاب نقف عند هذه الفصول : الفصل الأول : الأدب والكتابة ..ثلاثة وسائط (الطين – الورق- الإلكترون)، عارضا سمات كل وسيط (ص5) الفصل الثاني: الأدب التفاعلي الرقمي (مفاهيم وآليات ص47، وفيه عرض التعريف والسمات وتاريخ النص المتفرع. ولي وقفة مع مصطلح " الأدب التفاعلي الرقمى" ، والذي جعله المؤلف عنوانا لدراسته ، إلى جانب استعماله في ثنايا الدراسة ، لي أن أتساءل أدب رقمي تفاعلي أم أدب تفاعلي رقمي؟.... من وجهة نظري أ دب رقمي تفاعلي، فالرقمية تسبق التفاعلية، فهو أدب لاشتماله على الكلمة مع عناصر أخرى ،مقدم من قبل مبدع ، عبر وسيط ناقل رقمي، ثم بعد ذلك يأتي التفاعل في مرحلة أخيرة ، أدب - حاسوب- تفاعل( متلقى وغيره)، فالرقمي هو الذي يوجد التفاعل من عدمه.....حتى وإن كان التفاعل من قبل المبدع مع الآلة فأيضا الحاسوب هو من وفر تقنية التفاعل للمبدع... بعد ذلك يأتي الحديث عن التفاعلية وتقسيمها إلى نوعين: الأولى: وهى التي تتعلق بالمتلقي إزاء النصوص التفاعلية والثانية: التفاعلية الذاتية وهى تفاعل عناصر المشهد التفاعلي من صوت وصورة وحركة وكلمة، وهذه التفاعلية لها علاقة بالأولى. ثم الحديث عن الأجناس: القصيدة التفاعلية- المسرح التفاعلي- الرواية التفاعلية، وهو حديث لا يختلف كثيرا عن كلام يقطين والبريكى وعبير سلامة. ثم الحديث عن دوافع الإبداع الرقمي خاصة عند "روبرت كاندل" الشاعر الرقمي المشهور. ود :مشتاق عباس معن، والتي حصرها- عند مشتاق- في : - تفعيل الخيال الكامل. -الضرورة التاريخية. - سمة التجريب. الفصل الرابع : القصيدة التفاعلية الرقمية (مستويات الأداء وأسلوبية البناء الدائري ) ،في ضوء التطبيق على قصيدة " تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق "، للدكتور عباس مشتاق معن. كانت هذه أبرز النقاط التي ناقشها الكتاب، والتي من خلالها استطاع مؤلفها أن يخوض غمار هذا الوليد الجديد، مع محاولة قراءة منجز رقمي، ربما قد اختفى حاليا من الشبكة ،وأقصد قصيدة " تباريح رقمية" ، والتي نرجو رؤيتها مرة أخرى حتى نتمكن من معرفة مدى توافق مثل هذه التحليلات مع نصها الأصلي ، وهل يمكن إضافة نواح جمالية أخرى؟ ، فاختفاء مثل هذه النصوص أعتقد سيجعل النقد الذي تم عليها يفقد كثيرا من مصداقيته؛ لأنه لأساس له ، إلى جانب أنه سيجعل المنجز العربي الرقمي في إشكالية كبيرة..كما أنه سيعزز الموقف الذي يرى أن الكتاب الورقي أكثر تعبيرا وتوثيقا من الرقمي.... .......الباحث عن الذات.............


هناك تعليقان (2):