الخميس، 21 أغسطس 2014

إبحار فى" أوجاع ابن آوي" بين جدية الموضوع وجدية العالم المصور تقف عند أعتاب رواية تغريك بالإبحار فيها، إنها أوجاع ابن آوى ...عنوان يفرض عليك مجموعة من التساؤلات، والتى لا يمكن فك شفرتها دون قراءة النص. ابن آوى من هو؟ ، ما حالته؟ ، هل هناك نوع من الرمزية في استخدام هذا الاسم ؟ ما علاقته بمن حوله ؟ من خلال العتبة الأولى للرواية، - ونحن نقصد عتبة " الغلاف والعنوان- نحاول الولوج إلى الرواية لفهمها ، فالغلاف بهذا الشكل الذي يحيل إلى شخصية آدمية، لكنها في الأساس مكونة من مجموعة من الشعيرات أو ما يطلق عليها الأسلاك اليكترونية، والتي تزداد في جانب وتبهت في جانب آخر لكن على الرغم من ذلك يخيل اليك عندما تمسك الرواية وتنظر الي هذا الشكل الادمي الالكترونى كانه ينظر اليك في يأس وضيق واستفسار ..ونحن هنا نتساءل.، ما علاقة هذه الشعيرات بالرواية؟ وإلى أي شيء يحيلنا هذا الوجه؟ ..بتصفح الرواية تجد أنها مصورة في عالمين عالم الحياة الواقعية أو عالم عفاف وأختها أميمة والوالد الشيخ ، والعالم الافتراضي ؛عالم مدونة العاهة ،الخاصة بعلاء السرجاني، صاحب العاهة وصديقة الشامي، ذلك الصديق الذى قام بمهمة تقديم علاء من خلال المدونة عن طريق الاعترافات والتدوينات الكتابية . فهذا الغلاف قد يحيلنا إلى شخصية علاء صاحب العاهة (الخاصة بالنطق)، وهذه الشعيرات ربما تحيل إلى عالم المدونة الاليكترونية ، عالم الوهم والشحنات الكهربائية ، عالم الافتراض؛ لنقف عند سرد جديد قد استثمر معطيات التكنولوجيا الحديثة، لا سيما الانترنت. لنقف أيضا في هذا العالم إمام شخصيات يرثى لها، لكنها سرعان ما تطورت واستطاعت أن تتخذ قرارا يغير مسار حياتها....عالم الرمز والإشارات، عالم الواقع واللاواقع، إنها أوجاع ا بن أوى...تللك الأوجاع التى يصرخ بها العنوان بمفرداته ، فالأوجاع بما تحمله من مرارة وألم ،هى في الأساس أوجاع علاء السرجانى، ولنا إن نفترض مثلا أنها أيضا ربما نرى فيها أوجاع الآخرين،أمثال عفاف والشامي .....لكننا هن اسنجعلها قاصرة على "علاء" ، من هو علاء ؟ما هى صفاته؟. تحدثنا الرواية بأن أوصافه قريبة من أوصاف بنات آوى، الحيوان المعروف.هذا الشبه الذي اعترف به علاء في مذكراته، الأمر الذي جعله يتخذ من لقب " ابن آوى" اسما مستعارا له ..أو كما يسمونه النيكنيم. ومن هنا نقول أن العنوان والغلاف بهذا التفسير يجعلانا نقول أن البطل الأساسي في هذه الرواية هو العالم الافتراضي، عالم المدونة الذي اختزل الأحداث وقدمها ولولا المدونة ما عرفنا من هو علاء وما هى أوجاعه تلك الأوجاع التي رصدتها الرواية في ثناياها، والتي لا يمكن اختزالها في جملة أو كلمة عابرة لأننا إمام حياة كاملة متداخلة وعلائق متشابكة، تتشابه وعلائق العالم الافتراضي المصور. - أيضا الأوجاع مقدمة في لغة تتعدد مستوياتها، بين الفصيح والعامي لكن الفصيح هو الأغلب ، مع الاعتماد على الجملة الطويلة ذات الإيقاع الهادئ الذي يتناسب وإيقاع الأوجاع المصورة ، كذلك هناك مستوى لغوى آخر ، يجب أن تقف عنده لتخرج منه بلغة جديدة نفهمها وهى لغة المعاقين الخاصة بعلاء اقصد مستوى (التهتهة) ،والتي تحاول فك شفرتها عند القراءة في محاولة لإيجاد التفاعلية مع النص المقدم، وإيهام بواقعية النص المكتوب وبالأوجاع المقدمة، لتصبح جزءا من اللعبة المصورة. مع الاعتماد على ظاهرة التناص اللغوية، أو ما يعرف بتداخل النصوص كما في جلب نص التوحيدي وغيره، وربطه بنص الرواية مما يحقق نوعا من التفاعل بين النصوص. - إلى جانب الاعتماد على تقنية الرسم بالخطوط ، حيث نجد النص المقدم لا يعتمد على نوعية خط واحد، إنما موزع بين مجموعة من الخطوط، فخط السرد الذي نراه ماثلا عند أميمه وعفاف ،عالم الواقع يختلف عن الخط الذي كتبت به المدونة، كنوع من الخصوصية النصية وكأن هناك إشارة ضمنية إلى التركيز على نص المدونة ......النص الذي يقدم الأوجاع....فى الأخير....أوجاع لا يمكن حصرها قد صبت في شكل يناسبها، شكل سردي يعتمد على الحكى والحبكة المفككة المتداخلة، والتي تشبه عالمها المقدم، عالم المدونة عالم التداخل والتشابك......بين أوجاع مصورة في عالمين (واقعي وافتراضي) وضعنا أحمد مجدي همام أمام رحلة بحث عن الذات ومعالجتها.....الباحث عن الذات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق