الأدب التفاعلي ووعينا الإنساني
====================
بات معروفا في الأوساط النقدية أن الأدب التفاعلي هو ذلك النتاج الذي ظهر نتيجة تزاوج ( تداخل) الأدب بالتكنولوجيا الرقمية لا سيما الحاسوب والإنترنت،(سعيد يقطين – فاطمة البريكي) ،والبعض يصفه بالأدب التفاعلي الرقمي في إشارة إلى الوسيط الناقل له (الحاسوب)، وفى سطوري هذه سأنظر إلى هذا الوليد الجديد من خلال نظرة إيديولوجية، مفادها أن الإنسان اجتماعي بطبعه ، عبارة نكررها دائما في مجالسنا العلمية وغيرها،فهو يحب التواصل والتفاعل مع الآخرين، بعيدا عن العزلة والانفصال، وقلة هم الذين يفضلون العيش في عزلة لظروف خاصة أوجدتها طبيعة حياتهم، لكن على الرغم من هذه العزلة إلا أنهم يحاولون أن يجدوا لذاتهم فضاء تحاوريا عن طريق تفكيرهم واستدعاء ذاكرتهم ( للآخر المتخيل)، هذا الأخر الذي يأخذهم مرة إلى الماضي ؛عارضا أمامهم صفحة حياتهم التى طواها الزمن ، ثم سرعان ما يقذف بهم في غياهب المستقبل لمجهول....، ما أقصده هو أنه أيضا في عزلتهم لا يعيشون بمفردهم.
ومن هنا كان التفاعل والتواصل ضرورة حتمية أوجدتها طبيعة هذا الكائن، للتأقلم مع الآخر المتعدد؛ ذاته ، ومجتمعه، ولمّا كان الأدب من الأساليب التي يحاول من خلالها هذا الكائن محاورة الآخر المتعدد، كان من الطبيعي أن يشاركه في هذه الصفة (التفاعلية)؛ لأنه المعبر عنه ، فكي يعبر عنه تعبيرا صادقا عليه أن يتمثله فى جميع أحواله، لذلك أصبح أدبا تفاعليا؛ يٌصور من جانب حياة تفاعلية ، ويُقرأ تلقيا من جانب آخر ،مولدا تفاعلا جديدا.....
ومادامت حياة الإنسان في تطور على مستوى الذات الفردية والجمعية ، كان أيضا من الطبيعي أن تتطور وسائل تعبيره، ومن هنا اكتسب التفاعل في كل مرحلة من مراحل هذا الكائن صورة جديدة ، وهذا يذكرني بكلام " فاطمة البريكي " حين ذهبت إلى أن الأدب بطبيعته تفاعلي ، غير أنه في كل مرحلة يكتسب صفة جديدة (مدخل إلى الأدب التفاعلي).
وعصرنا اليوم بفضاءاته التكنولوجية الرحبة ، يختلف عن العصور القديمة ؛ حيث النقوش والرسوم التصويرية على الجدران ثم الكتابة الطباعية ،وفى كل يحاول الإنسان المحاورة بحثا عن ذاته.
لذا كانت تفاعلية الإنسان التكنولوجية مغايرة تماما لتفاعليته التى كانت مع النقش والرسم بل ومع الكتابة التي لا زالت تؤدى دورها، وستكون حتما مغايرة مع التى سيوجدها المستقبل.
وبناء على هذا يمكن القول إن الأدب التفاعلي في صورته الجديدة- التكنولوجية الرقمية- ضرورة حتمية ، ينبغي العمل على تطويرها وتنميتها ؛لأننا بذلك نعمل على تنمية وعينا الإنساني، ذلك الوعي الذي يجعل من هذا الكائن كائنا متفردا يستشعر جمالية ما حوله ؛ جمالية الوجود والذات، تلك الجمالية التي ننشدها جميعا؛ كلّ في موقعه ؛المبدع والقارئ والناقد والباحث والمعلم والصانع والعامل، فالسعى نحو الجمال هو سعى لاكتشاف حقيقة هذا الكائن، المدرِكُ لهذا الجمال في صوره المختلفة...وإذا كان الأدب التفاعلي شكلا من أشكال هذا الجمال....فكيف لنا أن نغض الطرف عن هذا الوليد الجديد.................
محمد هندي
====================
بات معروفا في الأوساط النقدية أن الأدب التفاعلي هو ذلك النتاج الذي ظهر نتيجة تزاوج ( تداخل) الأدب بالتكنولوجيا الرقمية لا سيما الحاسوب والإنترنت،(سعيد يقطين – فاطمة البريكي) ،والبعض يصفه بالأدب التفاعلي الرقمي في إشارة إلى الوسيط الناقل له (الحاسوب)، وفى سطوري هذه سأنظر إلى هذا الوليد الجديد من خلال نظرة إيديولوجية، مفادها أن الإنسان اجتماعي بطبعه ، عبارة نكررها دائما في مجالسنا العلمية وغيرها،فهو يحب التواصل والتفاعل مع الآخرين، بعيدا عن العزلة والانفصال، وقلة هم الذين يفضلون العيش في عزلة لظروف خاصة أوجدتها طبيعة حياتهم، لكن على الرغم من هذه العزلة إلا أنهم يحاولون أن يجدوا لذاتهم فضاء تحاوريا عن طريق تفكيرهم واستدعاء ذاكرتهم ( للآخر المتخيل)، هذا الأخر الذي يأخذهم مرة إلى الماضي ؛عارضا أمامهم صفحة حياتهم التى طواها الزمن ، ثم سرعان ما يقذف بهم في غياهب المستقبل لمجهول....، ما أقصده هو أنه أيضا في عزلتهم لا يعيشون بمفردهم.
ومن هنا كان التفاعل والتواصل ضرورة حتمية أوجدتها طبيعة هذا الكائن، للتأقلم مع الآخر المتعدد؛ ذاته ، ومجتمعه، ولمّا كان الأدب من الأساليب التي يحاول من خلالها هذا الكائن محاورة الآخر المتعدد، كان من الطبيعي أن يشاركه في هذه الصفة (التفاعلية)؛ لأنه المعبر عنه ، فكي يعبر عنه تعبيرا صادقا عليه أن يتمثله فى جميع أحواله، لذلك أصبح أدبا تفاعليا؛ يٌصور من جانب حياة تفاعلية ، ويُقرأ تلقيا من جانب آخر ،مولدا تفاعلا جديدا.....
ومادامت حياة الإنسان في تطور على مستوى الذات الفردية والجمعية ، كان أيضا من الطبيعي أن تتطور وسائل تعبيره، ومن هنا اكتسب التفاعل في كل مرحلة من مراحل هذا الكائن صورة جديدة ، وهذا يذكرني بكلام " فاطمة البريكي " حين ذهبت إلى أن الأدب بطبيعته تفاعلي ، غير أنه في كل مرحلة يكتسب صفة جديدة (مدخل إلى الأدب التفاعلي).
وعصرنا اليوم بفضاءاته التكنولوجية الرحبة ، يختلف عن العصور القديمة ؛ حيث النقوش والرسوم التصويرية على الجدران ثم الكتابة الطباعية ،وفى كل يحاول الإنسان المحاورة بحثا عن ذاته.
لذا كانت تفاعلية الإنسان التكنولوجية مغايرة تماما لتفاعليته التى كانت مع النقش والرسم بل ومع الكتابة التي لا زالت تؤدى دورها، وستكون حتما مغايرة مع التى سيوجدها المستقبل.
وبناء على هذا يمكن القول إن الأدب التفاعلي في صورته الجديدة- التكنولوجية الرقمية- ضرورة حتمية ، ينبغي العمل على تطويرها وتنميتها ؛لأننا بذلك نعمل على تنمية وعينا الإنساني، ذلك الوعي الذي يجعل من هذا الكائن كائنا متفردا يستشعر جمالية ما حوله ؛ جمالية الوجود والذات، تلك الجمالية التي ننشدها جميعا؛ كلّ في موقعه ؛المبدع والقارئ والناقد والباحث والمعلم والصانع والعامل، فالسعى نحو الجمال هو سعى لاكتشاف حقيقة هذا الكائن، المدرِكُ لهذا الجمال في صوره المختلفة...وإذا كان الأدب التفاعلي شكلا من أشكال هذا الجمال....فكيف لنا أن نغض الطرف عن هذا الوليد الجديد.................
محمد هندي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق