الخميس، 21 أغسطس 2014
قراءة في :رواية " أحدب نوتردام" لفكتور هوجو "وإلى هذا اليوم لا يعلم أحد ما حدث لأحدب نوتردام"...كانت هذه هى النهاية التي أرادها سارد هذه الرواية، بهذه النهاية المفتوحة التى تتركنا أمام تساؤلات متتعددة منها ، من هو الأحدب ؟، ما هى ظروفه؟ سماته؟ ما الذي جعله يخرج هائما على وجهه، لا يعرف له قبله؟، هل هو مجرد طيف رمزي خيالي لشخصية ربما نراها ماثلة بيننا في كل وقت وعصر ، هذا الأحدب، ذو العين الواحدة والشكل القبيح والسيقان المتقوسة، هذا الأحدب الأصم بين ليلة وضحاها توجوه ملكا للمهرجين في باريس، أصبح سليلا للمتشردين ، لا يعرف له نسبا، وجدوه في لفافة قطنية، وهو صغير ، ثم رباه القس كبير شمامسة كنسية نوتردام، و الذي حاول استغلاله ،لكن على الرغم من ذلك فهو قوى البنية ، يحب النقاء والمساعدة ،وقف بهيئته هذه أمام الخيانة والمكر والجشع، لكن لم يستطع الغلبة في النهاية إنه " كوازيمودو"..الذي أرادته الرواية أن يكون أصما نتيجة عمله في قرع أجراس الكنيسة. وكأن الرواية أرادته أي يكون أصما حتى لا يستمع إلى كلام المنافين..هذا الأصم الذي وقف بجانب "إزميرالدا" الباحثة عن ذاتها وعن أصلها، ذات الجمال الذي بهر العيون ،والتى وقعت ضحية لحب غادر ؛حب قائد حاول إغواءها وقتل النقاء والطهارة فيها، إنها ملكة المتشردين . لتواجهنا الرواية بقوتين متصارعتين، لكن هيهات... قوة الأحدب والملكة المتشردة ومن على شاكلتهم أمام قوة : القس كلود فرولو ( ممثل السلطة الدينية) والسير روبرت القاضي والقائد العسكري " فيبس"....وفى النهاية نقف عند موت الملكة وضياع الأحدب!!! نقف عند ضياع وموت الحقيقة . - ربما كانت هذه هي الأفكار الأساسية التي عرضتها الرواية في شكل بنية فنية كلاسيكية، من حيث الحبكة القصصية المتماسكة ؛من بداية وأحداث متعاقبة إلى نهاية قابلة للتأويلات....ترى ماذا حدث لأحدب نوتردام.؟ .ذلك الرجل الذى ظل خادما لكنيسة نوتردام..... - رواية حاولت أن تمسرح أحداثها عن طريق اتخاذها البنية المسرحية شكلا ومضمونا في أحشائها ، بقراءة الرواية تقف عند نص مسرحي لشخصية من شخصيات الرواية، وهو الكاتب (بيير) حاول عرضها أمام المتفرجين، لكن عرضه لم يتم هذا من جانب ، من جانب آخر نص الرواية بشكل عام يوحى بأحداث وشخصيات متصارعة عن طريق اعتمادها على الحوار في أغلب نصها؛حوار عمل على رصد العلاقات بين الشخصيات،وكذا رسم صورة عامة لجميع أبعادها المصورة ؛ اجتماعيا من حيث الفقر والتشرد والغنى وما شابة ، ثقافية وفكرية ؛ من حيث إن الفن لا يلقى قبولا أو رواجا وأن الكتاب سرعان ما يتحولون إلى متشردين لواقع أليم كما حدث لبيير ،؟ --حوار كشف البعد النفسي من خلال: رصد العالم الداخلي للشخصيات وما تتطلع إليه مثل : حوارات القس وإزميرلدا...حوار جعل النص أقرب إلى المسرحية، فعلا إنه مسرحة الرواية كما يطلقون عليها في نقدنا الأدبي الحديث. - مع الاعتماد على السرد التقليدى الذي يعتمد على الحكى عن طريق الراوي العليم ،متخذا من ضمير الغائب، والجملة الطويلة الوصفية التقريرية طريقا فى رصده للحدث . - إلى جانب الحرص على تقسيم النص السردي إلى فصول مثل: " باريس تحتفل- الشاعر والغجرية- القس والأحدب- الهجوم على نوتردام - كوازيمودو يصل بعد فوات الآوان"....هذه الفصول تعد جملة مفتاحية للنص السردى الذي تتصدره ، حيث حاولت هذه العنواين بفصولها رسم صورة عامة للنص الأم أو العنوان الرئيسي ( أحدب نوتردام)، هذا العنوان الذي يقف إمامنا فى بداية النص فاتحا ذراعية ومرحبا قائلا: عزيزي أنت على موعد مع شخصية لن تنساها.......إنه " أحدب نوتردام" إنه الأصم الذي سمع ما لم يسمعه الآخرون، الذي رأى ما لم يره المتشددون المفسدون الغاصبون القاتلون المضطهدون.أنت على موعد مع الرمزية بكل تجلياتها ؛ رمزية تحتاج إلى فك شفرتها......أحداب نوتردام : بين لفافة قطنية ونهاية سردية ورقية....رأينا حياته ومصيره .......ترى ماذا حدث لأحدب نوتردام؟؟؟؟؟؟؟؟..... محمد هندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق