الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

نجيب محفوظ يتحدث عن نفسه


حقيقة لا أميل إلى أن يتحدث أي مبدع عن حياته أو تجربته الأدبية حديثا مباشرا ؛لأني أرى أن ذلك يكشف أسرار العمل المقدم وخصوصيته،  وربما يخفف حدة التشويق والإثارة، حتى وإن بدا للكثيرين أن حديث المبدع عن تجاربه فيه لون من كشف الغموض واللبس عن قضايا كثيرة لا يستطيع القارئ مهما فعل أن يصل إليها .
في أثناء مشاهدة التلفيزيون وقع نظري علي فيلم تسجيلي بعنوان : "حارة نجيب محفوظ" ، موضوعه " نجيب محفوظ"،  والذي لا تكفى كلماتي هذه لتقديمه، ذلك العالم المتحرك بشخصياته المتعددة، فأنت مع الزقاق في حياة نختلف عن الثلاثية ، عن ميرامار عن الحرافيش ،عن بداية ونهاية، عن القاهرة الجديدة ،عن أولاد حارتنا عن... عن....
- نجيب محفوظ هو القائل فى حوار له:" قرأت فرجينا وولف وتشارلز ديكنز، لكنى
إخترت الكتابة على طريقة ديكنز ؛لأنه يكتب عن بيئة أشبه ببيئتي" ....وفرجينا وولف تتبع تيار الرواية الحديثة؛ رواية تيار الوعي،  وديكينز واقعي تقليدي
- نجيب محفوظ قلب الحارة النابض.....
على كل الأحوال فيلم على الرغم من قصره إلا أنه - مع احتفاظي برؤيتي- ربما وضح كثيرا من القضايا التي تشغل بال المهتمين خاصة بالدراسة النقدية، لاسيما الروائية منها  فتجده قد تحدث فيه عن :
-لمحة عن حياته ومولده في حي الجمالية ومشاهداته للمظاهرات في أيامه...
- الحديث عن " زقاق المدق"  وكشف بعض أسراره خاصة مع قهوة الزقاق  ومن هنا جاءت رواية الزقاق  نابعة من حبه للزقاق الذي عاش أيامه .
- الحديث عن الثلاثية ورواية الأجيال  وتجربته مع شخصياته المتعددة ،وأنه لا يوجد أدب  يخلو من هذا النوع قاصدا قصص الأجيال.
- الحديث عن الفتوات، وأن لكل حارة فتوة ،وتختلف شخصية الفتوة من واحد لآخر  فهناك أناس في غاية الشهامة وهناك على خلاف ذلك.وشخصية الفتوة من الممكن أن تستعمل كرمز  للسيد أو للحاكم فأغلب استخدامه للفتوات كان رمزيا.
- الحديث عن الحارة وأيضا استخدامها كرمز للدنيا مثلا  أو لمصر ، والحارة بمركزها كان لابد من ظهور منبع روحي فيها، تمثل هذا في التكية بما تحمله من رمزية للقيم الروحية.
-      الحديث عن " العوالم" كجزء من هذا العالم، وأن الرواية تصورهن كنوع مثلا من المفارقة والسخرية  فمثلا الست المنحرفة أفضل عنده من المنافق المتدين الذي يظهر خلاف ما يبطن
-       ثم الحديث عن المرأة بشكل عام،  وحقوقها في التعلم والعمل؛ لأنه يؤمن بحقوق الإنسان عامة. 
-      ثم الحديث عن الحرافيش ودور المقهى في حياته وحبه لكل شيء؛ حبه للعمل  حبه للناس حبه للموت......
-      وأخيرا حبه لمصر  ، مسطرا عباراته التي تجسد هذه العلاقة: " مصر هي المولد والمنشأ ،وهي ليست مجرد وطن محدود بحدود ، ولكنها تاريخ الإنسانية كله، وإني لأرجو ألا أفارقها إلا مطرودا أو منفيا"...........
............... الباحث عن الذات.............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق