وصفتني قائلة: "يعيش في عالم خاص ،لا يرى فيه أحدا غير
نفسه" ، فلما سمعت وصفها ، فكرت
قليلا قبل أن أفاجئها ، هل ما قالته حقيقة ؟ ، فهى أكثر مخلوق عشتُ معه ، كانت
سمعي وبصري وروحي التي انسلخت منها فجأة. ...
تمهل ربما كانت
على صواب ،لكن إن كنتُ كما قالتْ، فهذا يعنى أنها لم تفهم بركاني الذي يغلي ..نعم
لم تفهم صمتي ...ظننتُ أنها ملكتْ حياتي، لكننى كنتُ مخطئنا.. ، وبينما أعدُّ نفسي
للقائها ،والرد عليها ، رأيتها ماثلة أمامي ، وعينها تنهمر بالدموع، عندها توقف
لسانى عن الكلام، غبتُ بفعل سحرها فى دوامة عيونها المضطربة ، عينى وعينُها قد
التقتا ،رأيتُ في نظراتها كلََّ ما كنتُ افتقده ، أخذنى الحلم لأسبح بين شطآنها......فجأة
ولّت بعيدا قائلةً : أنت لا ترى غير نفسك ،..لن تصل إلى شئ أبدا ،ستموت ضحية
أحلامك ، حدّقتْ في عينى وهي تصرخ: واهم.. واهم،لقد اتخذت قراري، سأعيش واقعي
بقسوته ،ومرارته لأنك لم تبق لى شيئا ،فأنت إنسان لا يعرف نفسه....... عندها صرخت في
وجهها ،وأنا أمسك بها ،أعتصرها بين كفي، والكلمات تخرج من فمى، وجبينى يتفصد عرقا
، في لحظة هستيرية: أنا ؟ من أنا؟!!... حياة... أي حياة نتحدث عنها ؟ ، واقع ..ألم
...خيانة ....يأس...نفاق .حب.. امرأة... ههههه.....حتى أنت لم تفهمِ صمتى ...تستعجلين
كل شئ... حكمتى علىّ قبل أن ...... ..نعم لست واضحا ؛ لأني أرى الحياة غموضا فى
غموض ..... أنا عالم لا أرى فيه غير نفسى ... أتسمعيننى؟!! ... أنا عالم لا أرى
فيه غير نفسي...... فليسقيط... فليسقط الحب... لتسقط الحياة التي بها أمثالك.... لتسقط
الأقنعة التي تنادي باسم الوفاء
تركتها، واضعا وجهى بين كفي راثيا لحالي ......بعد
صمت مخيف.....نظرتُ إليها، فلم أجدها......لكنني وجدتها قد خطت على الأرض : "
تذكر أنك أنت من أعدم الحب... وقتل الحياة....."...
رفعت وجهى إلى السماء مستغيثا، ليس ذنبي... ليس
ذنبي ......رباااه .ززهل سأظل شريدا بلا مأوى؟!!!.....بينما الأفكار تتصارع
وتتلاعب بمشاعري يمنة ويسرا ،أنقذني منها.... رنين محمولي الخاص ...أغلقته........ولم
أذهب إليها.....لتقل ما ...تشاء.... ثم رجعت إلى مكاني في هذا العالم. ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق