حين يسعى المرء إلى
تجاوز واقعه المعيش، بكل ما يحمله هذا الواقع من منجزات وإحباطات معا، لا يوجد من
وسيلة أفضل من البوح، وبناء واقع بديل يتفاعل معه، عله يبحث عن مرفء يرسو إليه
قاربه ويهدأ.
بين يديك صديقى القارىء،
أوراق رحلة من البوح المتعارك مع الحياة اليومية، لقلم شاب جاد يحلم وهو مفتوح
العينين، ولا تغفل حواسه أبدا.. إنها تجربة "محمد هندى" الأولى فى كتابة
القصة القصيرة.
فضل القاص أن يكون عنوان
المجموعة "ماكرة لكنى أعشقها"، وهو عنوان إحدى القصص المتضمنة فى
المجموعة التى تبلغ 23 قصة قصيرة.
سرعان ما ينتبه القارىء،
فور الإنتهاء من قراءة المجموعة، خصوصاً لمن يعرف القاص شخصيا، أنه يكتب نفسه.. تجاربه
الخاصة، رؤيته وتقييمه فيما يرى ويسمع. وهى سمة من سمات العمل الإبداعى الأول
دوما.
ففى تلك الأعمال يتعرف
القارىء على بعض من ملامح القاص.. التأمل والتفكر فى كل الأمور وإن بدت هينة
وعادية، كما يلاحظه القارىء مع القصص التى تنشغل بالطفل، خصوصاً الفقراء المحرومين
منهم. كذلك الروح المرحة الساخرة، كما فى قصة "يا فرحة ما تمت". وأيضا
مشاعر الاغتراب النفسى أحيانا، كما بدا فى قصة "زنزانتى"
و"صرخة".
كما تعكس بعض الأعمال انشغالات
القاص وهمومة اليومية، مثل انشغاله بالثقافة الرقمية والعالم الافتراضى، وكانت قصة
"مناجاة صورة"
هكذا بدت تلك الأعمال الطموحة، تعبيراً عن قلم ناهض طموح ينتظر منه الكثير،
ويتوقع له ما هو جميل يثرى به حياته وحياة كل المتعاملين معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق