في هذه السطور أسجل وجهة نظرى حول هذه النقطة ، التى ينبغى على الدارسين للفن عموما والأدب خاصة، معرفتها والتوقف عندها،
معروف أن لكل مبدع وجهة نظر وأيديولوجية معينة يؤمن بها ، ويحاول توظيفها لخدمة مجتمعه من وجهة نظره، هذه الأيديولوجية هى ما تشكل اتجاهه العام في إبداعه ،ويمكن القول إن اتجاه أي مبدع يعرف من خلال كتاباته، فيقال واقعي إذا اتسمت كتاباته بنزعة الواقعية ، ورومانسي إذا كانت كتاباته ذات ملمح رومانسي نحو الطبيعة وعالم الوعي وغير ذلك ، ومن هنا نجد مصطلحات متعددة على الساحة النقدية مثل: الكتابة الواقعية ، الكتابة النفسية ، الكتابة السيريالية الرمزية ، وقد ينص المبدع صراحة على اتجاهه فى الفن الذي اختاره، ولى أن عرض مثلا:
-نجيب محفوظ، الكاتب الروائي المعروف، قال فى لقاء له:" قرأت فرجينا وولف وتشارلز ديكنز، لكنى اخترت الكتابة على طريقة ديكنز ؛لأنه يكتب عن بيئة أشبه ببيئتي" ....وفرجينا ولف من تيار الرواية الحديثة، رواية تيار الوعي وديكينز واقعي تقليدي.
- ديستوفيسكى الكاتب الروسي المعروف،،، قال :" يدعونني عالما نفسانيا ، هذا كذب! أنا واقعي فحسب ،إذ إنني أصور أبعاد النفس الإنسانية......."، فهو يرى أنه أكثر واقعية من غيره ، أطلق عليها الواقعية النفسية.
- جارثيا ماركيز كاتب أمريكا اللاتينية ، ومن رواد الواقعية السحرية : " سئل لماذا مزجت السحر بالواقع في اعمالك ؟، قال :لأن الواقع في أمريكا اللاتينية يموج بأشياء لا يصدقها عقل".....
وهكذا إما أن يقف القارئ على اتجاه المبدع من خلال كتاباته أو أن المبدع يصرح مباشرة عن اتجاهه..
يبقى على النقد تبين الوظيفة الجمالية للاتجاه الذي سلكه المبدع، وهل أثر في آخرين عن طريق استلهامه في كتاباتهم شكلا ومضمونا أم لا ؟ وهل فعلا جاءت كتابات المبدع دالة بصدق على اتجاهه أم لا؟.........
..........الباحث عن الذات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق