جاء - كعادته - من الخارج بعد لقاء
مع زملائه في الدراسة، فتح باب الشقة،
كانت الأضواء مطفأة، ما عدا نور أصفر في ركن الغرفة ولمسة من الشاعرية تحيط به، مع
نسمات الربيع القادمة من نافذة الغرفة المجاورة للباب، جعلت الستائر تتراقص على
نغماتها....
وجدها نائمة في
مكانها، تأملها كأنه يراها لأول مرة ، ما هذا النور الذي يشرق من وجهها الملائكي،
براءة لم ير مثلها، قّبل يدها وهى
نائمة ،استقيظتْ فزعة : مين؟!!... حبيبي
متى جئت ؟
- منذ قليل .
-سأقوم لأحضر لك العشاء.
-أنا جائع جدا
جهزت لك الفراخ الذي تحبه.
قّبل يدها ثانية داعيا لها:ربنا يبارك فيك .
قامت تتمايل وهى
بين النوم واليقظة ، مستندة إلى الحائط ،فلما رآها هكذا قال لها :تعالى نامي أنا مش هتعشى، أراد مداعبتها .
-
- (أوه عبارة كل يوم) طاب والله لو ما أكلت.خلاص خلاص.
ثم ذهبت بثوبها الأبيض المزخرف، وشعرها يسبح
خلفها ، موزعا نوره في أنحاء الشقة.
أعدتْ له طبقا
من السلطة:(خيار- فلفل- طماطم –خص- مع قليل من الملح)، وجاءت بطبق من المكرونة ،
عملْتَها اليوم بطريقة مختلفة
- هههه أستاذة.
وبابتسامة
رقيقة ، منبئة عن أسنان مثل الصدف ،ذهبتْ لتحضر الخبز.
خاطبها بلهفة
العاشق وشوق الحبيب الغائب :أين فرختى ؟ ولشدة جوعه تخيلها، وهي تتقلب في النار ،لم
يتمالك نفسه فصاح بصوت عالٍ : لمَ
التأخير؟!
أسرعتْ
إليه ، وقد كسى الحزن وجهها ، قال في نفسه:
يارب ما الذي حدث؟!!، لم أفعل شيئا تجاهها، ترى هل تذكرتْ شيئا من ماضيها الأليم،
ربما . فالذكريات دائما ما تكون عدوا
لدودا، يتربص بنا.....أعاد النظرة إليها، وإذ بها تحمل طبقا فيه الفرخة، بدت ملامح الفرح على وجهه كأنه لقى حبيبه بعد طول غياب،خاطبها في حنان :مالكِ تقفين هكذا؟!!
اقتربتْ منه : فرختك ياحبيبى...
نظرفي تعجب ما الذي جعلها هكذا ، أشبه بسواد ليلة ليلاء
- تركتها فى الفرن ونِمتُ.......
--هأ هأ هأ معلش خلينى فى السلطة، ثم خاطب نفسه ضاحكا : ليس بغريب على حياتنا ، وكأن
السلطة مصيرنا المقدر..مصيرنا المقدر...ثم راح يغني أكلك منين يا سطلة.........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق